القاهرة في 26 يناير 2023
يوافق الرابع والعشرين من يناير كل عام اليوم العالمي للتعليم، للتأكيد على أهمية في التقدم والتنمية، وعلى الرغم من أهمية التعليم إلا أن الفتيات في العالم الإسلامي تُعاني من تراجع قيمة التعليم وانخفاض نسب الانتظام في المدارس مما يؤدي إلى زيادة معدلات الزواج المبكر والإنجاب المبكر والمزيد من الفقر واتساع الفجوة النوعية بين الجنسين؛ حيث تحتل الدول الإسلامية المكانة المتأخرة بين كافة دول العالم في العديد من تقارير التنمية ومنها تقرير الفجوة النوعية وعدم المساواة بين الجنسين الصادر عام 2022.
جاءت أغلب الدول الإسلامية في مكانة متراجعة؛ حيث شغلت تونس الترتيب 120، والأردن 122 ، ونيجيريا 123 ، وتركيا 124 ، والسعودية 127 ، ومصر 129 ، والكويت 130 وصولاً إلى باكستان 145 فيما احتلت أفغانستان الترتيب الأخير وهو 146.
وتعاني أفغانستان على وجه الخصوص أشد المعاناة في تعليم الفتيات، منذ استيلاء حركة طالبان على الحكم في 2021، ووفقا لبيانات منظمة اليونسكو فإن قرار حركة طالبان بتعليق حصول الفتيات فون سن 12 عاما على التعليم بعد المرحلة الابتدائية إلى أجل غير مسمي، نتج عنه 2.5 مليون (80%) من الفتيات والشابات الأفغانيات في سن الدراسة خارج المدرسة، و 1.2 مليون منهن حُرموا من الالتحاق بالمدارس الثانوية والجامعات. وما زاد الأمر سوءا، غصدار قرار بغلق الجامعات في 20 ديسمبر 2022 مما أثر على أكثر من 100000 طالبة في مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة.
من هنا يطالب المركز المصري لحقوق المرأة دول العالم بدعم تعليم الفتيات خاصة في الدول التي تعاني من سيطرة الحركات المتطرفة، والتي تفرض مزيد من القيود على حركة النساء لفرض مزيد من السيطرة على المجتمع ككل. مستخدمين في ذلك ادعاءات دينية مغلوطة ليس لها أي علاقة بالدين، فالدين الإسلامي يدعو ويؤكد على حق التعليم للنساء والرجال.
كما يطالب المركز بإعادة فتيات أفغانستان إلى المدارس ووقف انتهاك حقوق الفتيات والنساء في التعليم.
وفي هذا الإطار أطلق المركز المصري لحقوق المرأة بالتعاون مع منظمة ملالا العالمية لتعليم الفتيات حملة “اقرئي” لدعم تعليم الفتيات من منظور تنموي حقوقي وإسلامي والتي تؤكد على الحق في تعليم الفتيات كأساس للحق في التنمية والحق في الحياة، وتعمل على مواجهة الأفكار المتطرفة التي تساهم في حرمان الفتيات من التعليم أو تستخدم كمبرر لغلق مدارس البنات.
وتهدف حملة اقرئي إلى مناهضة المفاهيم المغلوطة المتعلقة بحقوق الفتيات الاجتماعية والثقافية والدينية والتي تشكل عائقاً في وصول ملايين الفتيات والنساء إلى فرص متساوية في التعليم، بالإضافة إلى نشر خطاب ديني مُستنير يستند إلى وثيقة حقوق المرأة التي أصدرها الأزهر الشريف بهدف القضاء على جميع الممارسات الضارة المتعلقة بقضايا المرأة ومنها الحرمان من التعليم.